فتاة البسملة هذه قصة حقيقية ، وقعت أحداثها في لندن ، يحكيها لنا صاحبها الشيخ عبد الرحمن أبو ذر كما شهدها على صفحات مجلة ( النور) الكويتية في عددها ( 34 ) وتحت عنوان : ( وجعلتها البسملة مسلمة ) . عندما قررت السفر إلى لندن منذ بضع سنوات ، حولت نقودي شيكات بالإسترليني في بيت التمويل الكويتي مسحوبة على بنك الكويت المتحد في لندن ، فلما دخلته لأصرف أولها ،
فوجئت بشابة بريطانية تناولته من يدي وسرعان ما هزت رأسها ساخرة من لباسي للزي العربي واعتذرت عن صرفه بحجة أنها لم تسمع ببيت التمويل الكويتي ، ولم تر له شيكات من قبل ، فأظلمت الدنيا في عيني . . وإذا بشاب مصري يقف أمامها ، فحياها باللغة الفرنسية ، فردت عليه بها تحيته ، ثم تناقشا بالفرنسية في ما جاء من أجله وانصرف ، ففرج الله كربتي ، فقلت لها بالفرنسية : إن بنك التمويل الكويتي بنك جديد ، افتتح أبوابه من قريب ، فاسألي مدير هذا البنك الذي تعملين فيه هنا ، عما إذا كان التعامل قائما بينهما أم لا ؟؟ فثقتنا ببيت التمويل الذي أسس على ركائز الاقتصاد الإسلامي تفوق ثقتنا بكافة بنوك العالم . فقالت : حبا وكرامة . . وما عتمت أن عادت مبتسمة معتذرة ، ، أخذت جواز سفري ، وسجلت على ظهر الشيك المعلومات المتبعة دوليا ، وأعطيتنيه لأوقعه ، فعلت ولكنها قبل أن تعطيني قيمته ، سألتني عن جملة مسطورة في أعلى الشيك باللغة العربية ، ما هي ؟ إنها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قالت : وما معناها ؟ وما هي أهميتها المصرفية حتى ،يتوج بها بيت التمويل شيكاته ، من دون بنوك العالم ؟؟ أثارتني لهجتها الساخرة المستنكرة ، فقلت لها : إن كنت يهودية ، فارجعي إلى التوراة فهذه الجملة ، هي التي توج بها سليمان كتابه إلى بلقيس ملكة سبأ ، فهزت أوتار قلبها ، وأرعدت فرائصها ولم تعد تتماسك على عرشها ، فجمعت مستشاريها وقواد جيشها وذوي الرأي السديد في مملكتها ، فأجمعوا أمرهم بين يديها على قتال سليمان عليه السلام . . ولكن كيانها المهتز مكن عظمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في صدر كتابه لم يسمح لها بموافقة ملئها المغرورة بقوة جيشها ، الوفير عددا وعدة وأخيرا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين . وإن أنت نصرانية ، فبهذه الجملة المباركة كان سيدنا عيسى عليه السلام يبرئ الأكمة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله . . واسمعي .... فبهذه الجملة المقدسة من الفم الطهور ، مشفوعة بالإشارة من سبابة اليد الكريمة ، شق القمر نصفين لمحمد بن عبد الله (( اقتربت الساعة وانشق القمر)) . . واعلمي . . إن الله هو الذي ثبت فؤاد كليمه موسى عليه السلام حين رأى عصاه تهتز كأنها الجان فولى هاربا فزعا ، فناداه الحق تبارك وتعالى : (( يا موسى أقبل ولا تخف ، إنك من الآمنين )). . واعلمي أن الله هو الذي أنطق عيسى في المهد صبيا ، حين اتهم اليهود أمه مريم العذراء بالفاحشة (( فأشارت إليه قالوا : كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال : إني عبد الله ..)). واعلمي أخيرا... أن الله هو الذي أنزل جبريل في كبكبة من الملائكة ، عونا جهاديا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزلزل المشركين يوم بدر (( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب )) . ( وزلزل يهود بني قريظة : إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم - أخرجه البخاري - ) . وحسبنا نحن المسلمين تقديسا لبسم الله الرحمن الرحيم ، أن جمهور علمائنا يعتبرونها آية من كل سورة من سور القرآن العظيم ، ولئن لم يكن للبسملة قيمة مصرفية كما تقولين ، فإن لها أعظم الأثر عقيدة في كافة تصرفاتنا نحن المسلمين ، فعلى سبيل المثال ، لا على سبيل الحصر : إن الله هو الذي رزقني هذا المبلغ الذي ستعطيه الآن ، وهو الذي يجب أن تملأ قلبي خشيته ، لئلا أصرف منه بنسا واحدا فيما يغضبه . واسمعي أخيرا يا أختي في الطين . . فببسم الله استقلت السماء . . وببسم الله استقرت الأرض ، وببسم الله رست الجبال . . وببسم الله جرت البحار والأنهار . . وببسم الله كنت دويدة في صلب أبيك ، وببسم الله انتقلت إلى رحم أمك ، وببسم الله ولدت وترعرت وشببت وتعلمت ، وببسم الله وظفت هنا في بنك الكويت المتحد ، فاطلبي العون من الله . . فهو الرحمن مفيض النعم ، وهو الرحيم المنشئ سبحانه لكافة النعم (( وما بكم من نعمة فمن الله )) . ولا تعجبي يا أختاه في الطين . فنحن نبدأ جميع أعمالنا وكتاباتنا معاشر المسلمين : ببسم الله الرحمن الرحيم . هنا . . وفي هذه المحطة . اغرورقت عينا محدثتي بالدموع ، فقالت : هل لك أن تخص لي ساعة من ليل أو نهار، تعلميني فيها شيئا من إسلامكم العظيم ، فقد ملأت بسم الله الرحمن الرحيم قلبي إيمانا بالله الرحمن الرحيم . وهنا أشرت إلى زوجتي وولدي معتذرا بهما عن تلبية رغبتها . ولكني دللتها على المركز الإسلامي في لندن ، فتلك بعض مهماته ومن صلب وظيفته ، ومددت يدي إلى جيبي فأخرجت مفكرتي لأسجل فيها تاريخ قبضي لقيمة ذلك الشيك ، فكانت عينا محدثتي تحملقان فيما أدونه ، فما أن انتهيت حتى قالت : لقد سجلت تاريخين اثنين : السفلي منهما ، هو تاريخ هذا اليوم من هذه السنة الميلاديه ، ولكن ما هو التاريخ العلوي الذي سجلته ؟ فقلت لها : نحن المسلمين نعتز بتاريخنا الهجري ونؤرخ به . قالت : السنة الميلادية تعني عندنا نحن الغربيبن : أن ميلاد عيسى عليه السلام قد مضى عليه كذا عام ولأنه أعظم حدث في تاريخنا نؤرخ به دون غيره ، فماذا تعنون أنتم بالهجرة ؟ ولماذا تؤرخون بها ؟ فأجبتها : إن الهجرة تعني عندنا انتقال محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، ولئلا تسخر من إجابتي الغامضة استدركت فأوضحت لها : أنها ليست كانتقال موظف من بلد إلى آخر ، أو كسفر زعيم من الزعماء ، و"إنما تعني الهجرة في ديننا : التضحية بالمال والأهل والزوج والولد والدور والقصور وبالمواطنة في مسقط الرأس أيضا لرفع اسم الله عاليا في الأرض كلها ، فبالهجرة المحمدية تأسست دولة الإسلام في المدينة المنورة ، ومنها انطلقت جحافل المجاهدين دعاة إلى الله في أنحاء الأرض فاخترقوا من هذه القارة الأوروبية جبال الألب وسهولها ووديانها . ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يبعث رسولا ليس إلى العرب خاصة ، وإنما هو الرحمة المهداة من الله الرحمن الرحيم إلى كل البشر (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) . ثم انصرفت عنها وهي تجهش في البكاء . وبعد أسبوع لا أكثر ، عدت إلى بنك الكويت المتحد ، لأصرف شيكا آخر ، وذاكرتي خالية تماما من كل الذي أسلفته ، مما سبق أن حصل من نقاش بيني وبين تلك الشابة البريطانية العارية ، التي ما تركت آنئذ فيما أتصور نوعا من المكياجات المثيرة إلا استعملته فكانت فعلا فتنة للناظرين . . وإذا بشابة تقف لي وراء مكتبها فتناديني بكنيتي ( مستر أبو ذر . . ) وحيتني بحرارة ، فعدت بذاكرتي أسبوعا إلى الوراء ، فإذا هي محدثتي ومتناقشتي السابقة ولكنها اليوم غيرها قبل أسبوع رأيتها محتشمة في لباسه ، مستورة الصدر والذراعين ، محجبة الرأس ، لا يرى منها إلا ظاهر وجهها . . وتبدو طبيعية لا روج على شفتيها ، ولا حمرة على وجنتيها ولا زرقة على جفنيها ، ولا كحلة في عينيها . . وقبل أن أسالها عما بدلها خلال أسبوع من حال إلى حال ، ابتدرتني قائلة : لقد هداني الله ببركة بسم الله الرحمن الرحيم ، وأقسمت لي أنها ما أن غدت إلى المركز الإسلامي ، وقابلت رئيسه الدكتور إبراهيم الذي رحب بها أجمل ترحيب ، وأهداها بعض الكتيبات بالإنجليزية عن الإسلام الحنيف ، حتى عادت إليه بعد يومين اثنين فأعلنت شهادتها بين يديه : أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . وتوجهت من فورها إلى أقرب معرض تجاري للملبوسات المحتشمة فاشترت ما تحاكي به لباس زوجتي ، وغطت رأسها كما هي حال زوجتي ، وأكدت لي أيضا : أنها من يومئذ بدأت .تصلي صلاتنا ولكن ركوعا وسجودا بالحركات ليس غير لأنها لا تعرف النطق بآيات الله . . وأنها لتستقيم صلاتها آخذة بحفظ سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها ، وحفظ بعض قصار السور وأن الفضل في هدايتها إلى الإسلام الحنيف كان ببركة (بسم الله الرحمن الرحيم ).
فوجئت بشابة بريطانية تناولته من يدي وسرعان ما هزت رأسها ساخرة من لباسي للزي العربي واعتذرت عن صرفه بحجة أنها لم تسمع ببيت التمويل الكويتي ، ولم تر له شيكات من قبل ، فأظلمت الدنيا في عيني . . وإذا بشاب مصري يقف أمامها ، فحياها باللغة الفرنسية ، فردت عليه بها تحيته ، ثم تناقشا بالفرنسية في ما جاء من أجله وانصرف ، ففرج الله كربتي ، فقلت لها بالفرنسية : إن بنك التمويل الكويتي بنك جديد ، افتتح أبوابه من قريب ، فاسألي مدير هذا البنك الذي تعملين فيه هنا ، عما إذا كان التعامل قائما بينهما أم لا ؟؟ فثقتنا ببيت التمويل الذي أسس على ركائز الاقتصاد الإسلامي تفوق ثقتنا بكافة بنوك العالم . فقالت : حبا وكرامة . . وما عتمت أن عادت مبتسمة معتذرة ، ، أخذت جواز سفري ، وسجلت على ظهر الشيك المعلومات المتبعة دوليا ، وأعطيتنيه لأوقعه ، فعلت ولكنها قبل أن تعطيني قيمته ، سألتني عن جملة مسطورة في أعلى الشيك باللغة العربية ، ما هي ؟ إنها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قالت : وما معناها ؟ وما هي أهميتها المصرفية حتى ،يتوج بها بيت التمويل شيكاته ، من دون بنوك العالم ؟؟ أثارتني لهجتها الساخرة المستنكرة ، فقلت لها : إن كنت يهودية ، فارجعي إلى التوراة فهذه الجملة ، هي التي توج بها سليمان كتابه إلى بلقيس ملكة سبأ ، فهزت أوتار قلبها ، وأرعدت فرائصها ولم تعد تتماسك على عرشها ، فجمعت مستشاريها وقواد جيشها وذوي الرأي السديد في مملكتها ، فأجمعوا أمرهم بين يديها على قتال سليمان عليه السلام . . ولكن كيانها المهتز مكن عظمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في صدر كتابه لم يسمح لها بموافقة ملئها المغرورة بقوة جيشها ، الوفير عددا وعدة وأخيرا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين . وإن أنت نصرانية ، فبهذه الجملة المباركة كان سيدنا عيسى عليه السلام يبرئ الأكمة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله . . واسمعي .... فبهذه الجملة المقدسة من الفم الطهور ، مشفوعة بالإشارة من سبابة اليد الكريمة ، شق القمر نصفين لمحمد بن عبد الله (( اقتربت الساعة وانشق القمر)) . . واعلمي . . إن الله هو الذي ثبت فؤاد كليمه موسى عليه السلام حين رأى عصاه تهتز كأنها الجان فولى هاربا فزعا ، فناداه الحق تبارك وتعالى : (( يا موسى أقبل ولا تخف ، إنك من الآمنين )). . واعلمي أن الله هو الذي أنطق عيسى في المهد صبيا ، حين اتهم اليهود أمه مريم العذراء بالفاحشة (( فأشارت إليه قالوا : كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال : إني عبد الله ..)). واعلمي أخيرا... أن الله هو الذي أنزل جبريل في كبكبة من الملائكة ، عونا جهاديا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزلزل المشركين يوم بدر (( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب )) . ( وزلزل يهود بني قريظة : إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم - أخرجه البخاري - ) . وحسبنا نحن المسلمين تقديسا لبسم الله الرحمن الرحيم ، أن جمهور علمائنا يعتبرونها آية من كل سورة من سور القرآن العظيم ، ولئن لم يكن للبسملة قيمة مصرفية كما تقولين ، فإن لها أعظم الأثر عقيدة في كافة تصرفاتنا نحن المسلمين ، فعلى سبيل المثال ، لا على سبيل الحصر : إن الله هو الذي رزقني هذا المبلغ الذي ستعطيه الآن ، وهو الذي يجب أن تملأ قلبي خشيته ، لئلا أصرف منه بنسا واحدا فيما يغضبه . واسمعي أخيرا يا أختي في الطين . . فببسم الله استقلت السماء . . وببسم الله استقرت الأرض ، وببسم الله رست الجبال . . وببسم الله جرت البحار والأنهار . . وببسم الله كنت دويدة في صلب أبيك ، وببسم الله انتقلت إلى رحم أمك ، وببسم الله ولدت وترعرت وشببت وتعلمت ، وببسم الله وظفت هنا في بنك الكويت المتحد ، فاطلبي العون من الله . . فهو الرحمن مفيض النعم ، وهو الرحيم المنشئ سبحانه لكافة النعم (( وما بكم من نعمة فمن الله )) . ولا تعجبي يا أختاه في الطين . فنحن نبدأ جميع أعمالنا وكتاباتنا معاشر المسلمين : ببسم الله الرحمن الرحيم . هنا . . وفي هذه المحطة . اغرورقت عينا محدثتي بالدموع ، فقالت : هل لك أن تخص لي ساعة من ليل أو نهار، تعلميني فيها شيئا من إسلامكم العظيم ، فقد ملأت بسم الله الرحمن الرحيم قلبي إيمانا بالله الرحمن الرحيم . وهنا أشرت إلى زوجتي وولدي معتذرا بهما عن تلبية رغبتها . ولكني دللتها على المركز الإسلامي في لندن ، فتلك بعض مهماته ومن صلب وظيفته ، ومددت يدي إلى جيبي فأخرجت مفكرتي لأسجل فيها تاريخ قبضي لقيمة ذلك الشيك ، فكانت عينا محدثتي تحملقان فيما أدونه ، فما أن انتهيت حتى قالت : لقد سجلت تاريخين اثنين : السفلي منهما ، هو تاريخ هذا اليوم من هذه السنة الميلاديه ، ولكن ما هو التاريخ العلوي الذي سجلته ؟ فقلت لها : نحن المسلمين نعتز بتاريخنا الهجري ونؤرخ به . قالت : السنة الميلادية تعني عندنا نحن الغربيبن : أن ميلاد عيسى عليه السلام قد مضى عليه كذا عام ولأنه أعظم حدث في تاريخنا نؤرخ به دون غيره ، فماذا تعنون أنتم بالهجرة ؟ ولماذا تؤرخون بها ؟ فأجبتها : إن الهجرة تعني عندنا انتقال محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، ولئلا تسخر من إجابتي الغامضة استدركت فأوضحت لها : أنها ليست كانتقال موظف من بلد إلى آخر ، أو كسفر زعيم من الزعماء ، و"إنما تعني الهجرة في ديننا : التضحية بالمال والأهل والزوج والولد والدور والقصور وبالمواطنة في مسقط الرأس أيضا لرفع اسم الله عاليا في الأرض كلها ، فبالهجرة المحمدية تأسست دولة الإسلام في المدينة المنورة ، ومنها انطلقت جحافل المجاهدين دعاة إلى الله في أنحاء الأرض فاخترقوا من هذه القارة الأوروبية جبال الألب وسهولها ووديانها . ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يبعث رسولا ليس إلى العرب خاصة ، وإنما هو الرحمة المهداة من الله الرحمن الرحيم إلى كل البشر (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) . ثم انصرفت عنها وهي تجهش في البكاء . وبعد أسبوع لا أكثر ، عدت إلى بنك الكويت المتحد ، لأصرف شيكا آخر ، وذاكرتي خالية تماما من كل الذي أسلفته ، مما سبق أن حصل من نقاش بيني وبين تلك الشابة البريطانية العارية ، التي ما تركت آنئذ فيما أتصور نوعا من المكياجات المثيرة إلا استعملته فكانت فعلا فتنة للناظرين . . وإذا بشابة تقف لي وراء مكتبها فتناديني بكنيتي ( مستر أبو ذر . . ) وحيتني بحرارة ، فعدت بذاكرتي أسبوعا إلى الوراء ، فإذا هي محدثتي ومتناقشتي السابقة ولكنها اليوم غيرها قبل أسبوع رأيتها محتشمة في لباسه ، مستورة الصدر والذراعين ، محجبة الرأس ، لا يرى منها إلا ظاهر وجهها . . وتبدو طبيعية لا روج على شفتيها ، ولا حمرة على وجنتيها ولا زرقة على جفنيها ، ولا كحلة في عينيها . . وقبل أن أسالها عما بدلها خلال أسبوع من حال إلى حال ، ابتدرتني قائلة : لقد هداني الله ببركة بسم الله الرحمن الرحيم ، وأقسمت لي أنها ما أن غدت إلى المركز الإسلامي ، وقابلت رئيسه الدكتور إبراهيم الذي رحب بها أجمل ترحيب ، وأهداها بعض الكتيبات بالإنجليزية عن الإسلام الحنيف ، حتى عادت إليه بعد يومين اثنين فأعلنت شهادتها بين يديه : أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . وتوجهت من فورها إلى أقرب معرض تجاري للملبوسات المحتشمة فاشترت ما تحاكي به لباس زوجتي ، وغطت رأسها كما هي حال زوجتي ، وأكدت لي أيضا : أنها من يومئذ بدأت .تصلي صلاتنا ولكن ركوعا وسجودا بالحركات ليس غير لأنها لا تعرف النطق بآيات الله . . وأنها لتستقيم صلاتها آخذة بحفظ سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها ، وحفظ بعض قصار السور وأن الفضل في هدايتها إلى الإسلام الحنيف كان ببركة (بسم الله الرحمن الرحيم ).