الكِبْر : ... ... ...
(إن الله أوحى إِلَيَّ أن تَوَاضَعوا حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أحد…)، و(ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه) ؛ فيُفهَمُ أنّ (مَن تَكَبّر خَفَضَه الله…).و(إن العبد إذا تواضع لله رفعه الله تعالى بِحِكَمِه وقيل له: انتعِش نَعَشَك الله، فهو في نفسه حقير، وفي أعين الناس كبير، وإذا تَكَبَّر وعَدا طَوْرَه وَهَصَه الله إلى الأرض، وقال: اخسأ خَسَأَك الله، فهو في نفسه عظيم، وفي أعين الناس حقير) ، بل (مَن تَعَظَّم في نفسه واختال في مِشيَتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان).
فِداك أبي وأمي يا رسول الله ما أرفعَ تواضعك وأنت سيد ولد آدم بلا منازع (آكلُ كما يأكل العبد، وأَجْلِس كما يجلس العبد).
وكفى المرءَ شرّاً أن يحتقر ما قُرِّب إليه!
و(الكِبْر: مَن بَطَر الحقَّ وغَمَطَ الناسَ) ، وهو في الحال والمقال، والقلم أخو اللسان؛ فـ(قل الحق ولو على نفسك) ، و(إنْ كان مرّاً) ، و { لا تبخسوا الناس أشياءهم } .
وإياك في تقييمك للأشخاص أو الآراء أن ينطلق لسانك بالثناء إذا ما أُحسِنَ إليك، وإذا ما نُسِيتَ أو تُنوسيت رُحْتَ تتلمسُ المطاعن؛ فتكونَ من أهل { ومنهم من يَلْمِزُك في الصدقات، فإن أُعطوا منها رَضوا، وإن لم يُعْطَوا منها إذا هم يَسْخطون } .
فكن مُنصفاً وإياك ثم إياك أن تكون ممن { إذا اكتالوا على الناس يَسْتَوْفون } .
ومَلأى السنابل تَنحني بتواضع!
ألا رُبَّ مُكْرِمٍ لنفسه وهو لها مُهين، ألا رُبَّ مُهين لنفسه وهو لها مُكرِم!
السُّخرية: ... ... ...
{ لا يَسْخَرْ قومٌ من قوم؛ عسى أن يكونوا خيراً منهم } ، و السخرية تكون بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد تكون بالإشارة والإيماء، فـ(واللهِ! ما أُحِبُّ أني حاكَيْتُ إنساناً وإنّ لي كذا وكذا) ، والمحاكاة بحضوره سخريةٌ، وبغَيبته غِيبةٌ.
وحيثُ إن الشماتة أختُ السخرية! فلا تُظهر الشماتة لأخيك.
المَنّ ... ... ...
مِن الثلاثة الذين (…لا يُكَلِّمُهم الله يوم القيامة، ولا يَنظر إليهم، ولا يُزَكّيهم ولهم عذاب أليم …المَنَّان) ؛ فـ { يا أيها الذين آمنوا لا تُبطلوا صدقاتكم بالمَنِّ والأذى } ولو كنتم مداعبين!
(قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا! قال: إني لا أقول إلا حقاً).
المدح ... ... ...
(إياكم والتمادحَ؛ فإنه الذَّبْح) ؛ فلا تُطْروا غيرَكم بما يقطعُ عُنُقَه، وقل: (أحسَِب فلاناً، واللهُ حَسِيبُه، ولا أُزَكّي على الله أحداً).
وعلام تفرح بمدح الناس وليس مدحهم هو الذي وَهَبَك ما مُدِحْتَ به، وإنما فَضْلُ الله؟ { فبذلك فلْيَفْرحوا } .
- { فلا تُزَكّوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى } .
- { ولولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته ما زَكَا منكم مِن أحد أبداً } .
وردِّدْ هنا [اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون].
العُجْب... ... ...
مِن المُهْلِكات الثلاث: (…هوًى مُتَّبَع، وإعجابُ المرء بنفسه).
كيف ..؟! لأنَّه من أسباب الكبْر: "رياء، حقد، حسد، عُجْب".
و(لو لم تكونوا تُذْنِبون لَخِفتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك! العُجْب) ؛ فلْيكن من دعائك: اللهم، … اجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً.
الاحتقار: ... ... ... واحذر أن تَسْتَبِدَّ برأيك إذا رأيتَ إعجاب كلَّ ذي رأي برأيه؛ فـ"إذا صَدِئ الرأي صَقَلَتْه المَشُورة".
(بِحَسْب امرئٍ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم) ، { وتَحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم } !
فيا خَيبةَ مَن يَحتقر مَن اشترك معه في الأصل.. التراب!
الغضب والحِقد والحِلْم والعفو... ... ...
(لا تغضبْ) … (إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب) ، و(مَن كَظَم غيظاً وهو يَقْدر على أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يُخَيِّره في أيِّ الحور شاء).
فلا تبتئس إن ذُمِمْتَ! وادفع الهَمَّ بالعلم! فاللهُ ـ وهُوَ الله ـ تُكُلِّمَ عنه بِسُوء فقالوا: { يد الله مغلولة } !
والأنبياءُ ـ وهُمُ الأنبياءُ ـ ما سَلِموا من الأذى، فكيف بِكَ أَنْتَ؟
ومهما حاولتَ فستَعجِز عن اعتقال ألسنة الناس، لكنْ يَسَعُك التجاهل، أما ترى أن البحر تعلو فوقه جِيَفٌ وتستقرُّ بأقصى قاعه الدُّرر
وفي السماء نجوم لا عِداد لها وليس يُكْسَف إلا الشمس والقمر
وإنما أَجْرى الأذى على أيديهم كيلا تكون إليهم ساكناً، وانظر قدوتك - صلى الله عليه وسلم - (...ما انتقم رسول - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في شيء قطّ إلا أن تُنتهَكَ حرمةُ الله؛ فيَنْتَقِم بها لله) ، و(ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عِزّاً).
فهل أدركْتَ معنى أن يتَّصف رسولك - صلى الله عليه وسلم - بـ(...يَسبق حِلْمُه جَهْلَه، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حِلْماً) ؟
لكن احذر أن تكْظِم عَجْزاً عن الانتقام؛ فيحتقِنَ غضبُك؛ فيصيرَ حِقداً … وليس المؤمن بحقود؛ فكن كالبحر لا تُكَدِّرُه الدِّلاء، واعف تكرُّماً، وردِّد أبيات "العلاء بن الحَضرمي" - رضي الله عنه -:
فإن دَحَسُوا في الشرِّ فاعفُ تَكَرُّماً وإن كتموا عنك الحديث فلا تَسَلْ
فإن الذي يُؤذيك منه سماعُه وإن الذي قالوا وراءك لم يُقَلْ!
{ وإذا خاطَبَهم الجاهلونَ قالوا: سلاماً } .
{ وإذا مَرُّوا باللغو مَرُّوا كراماً } .
الحَسَد... ... ... ...
(دَبَّ إليكم داءُ الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالِقة) ؛ فإياكم وما أَهْلَكَ عدوَّكم إبليس؛ فإن (الحسد يأكلُ الحسنات كما تأكل النار الحطب) ، و(استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حَقّ).
وما دمتَ لا تحسُد الكافر ذا الملايين فعلام تحسد أخاك في الدين؟!
بل إنك تستشعر قصور فكر الحاسد؛ فإن حَسَدَ على دنيا فإنّ الله شاء ولن يكون إلا ما شاء: { ولا تتمنَّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض } ، وإن كان في أمر أُخروي وكنتَ سعيتَ فلم تبلغْه فلا عليك؛ لأنك أخذتَ الأجر، ولو سبقَك أحدٌ إلى دعوة إنسان لخيرٍ ما، وكنتَ نويتَه فـ(إنما الأعمال بالنيات).
و(لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ)
الظن: ... ... ... ...
(إياكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث،…وكونوا عباد الله إخواناً) ، فلأَن يُخطئ أحدنا في العفو خيرٌ مِن أن يُخطئ في العقوبة.
إذا ساء فِعْل المرء ساءت ظنونه وصَدَّقَ ما يَعْتادُه مِنْ تَوَهُّم
وعادى مُحِبّيه بقول عِداته وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم
التجسس : ... ... ...
(مَن تَسمَّع حديث قومٍ وهم له كارهون صُبَّ في أذنيه الآنُكُ يوم القيامة) ؛ فذروا المسلمين، (…ولا تَتَّبِعوا عوراتِهم؛ فإن من تتبع عورتهم تَتَبَّع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يَفْضَحْه في بيته).
لا تَهْتِكَنّ مِن مساوي الناس ما سَتَروا فيهتِكَ الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا ... ولا تَعِبْ أحداً منهم بما فيكا
-الظلم ... ... ...
(اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) ، (وإن كان قضيباً من أراك) ، و(إن كان كافراً).
ألا فـ(اتقوا دعوة المظلوم... يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي! لأَنْصُرَنَّك ولو بعد حين).
التَّكَلُّف... ... ...
احذر التَكَلُّفَ! وتَجَنَّب الشَّطَطَ في كل شيء، { وابتغِ بين ذلك سبيلاً } ، وتَمَثَّلْ حالاً ومقالاً { وما أنا من المُتَكَلِّفين } ؛ فإن المُنْبَتَّ لا أرضاً قَطَعَ ولا ظَهْرَاً أبقى.
الحياء: ... ... ...
(أُوصيك أن تَسْتَحْيِي من الله عز وجل كما تستحيي رجلاً من صالحي قومك) ؛ فمَن لا يَسْتَحِي من الناس لا يَسْتحي من الله، والحياء من الخالق والمخلوق: أنبياء، ملائكة، صحابة، صالحون، عامّة الخلق.
و(..حقّ الحياء...أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، ولْتَذكر الموت والبِلى، ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا؛ فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياء).
و(إياك وما يُعتذر منه) ؛ لأنه لا يُعتذر من خير، و(إذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت) كما في البخاري، ولا حياءَ في التَفَقُّه في الدين، و(الحياء لا يأتي إلا بخير). أرجو أن تسامحوني إن أطلت عليكم
وأسأل الله تعالى التوفيق لي ولكم والحمد له رب العالمين
(إن الله أوحى إِلَيَّ أن تَوَاضَعوا حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أحد…)، و(ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه) ؛ فيُفهَمُ أنّ (مَن تَكَبّر خَفَضَه الله…).و(إن العبد إذا تواضع لله رفعه الله تعالى بِحِكَمِه وقيل له: انتعِش نَعَشَك الله، فهو في نفسه حقير، وفي أعين الناس كبير، وإذا تَكَبَّر وعَدا طَوْرَه وَهَصَه الله إلى الأرض، وقال: اخسأ خَسَأَك الله، فهو في نفسه عظيم، وفي أعين الناس حقير) ، بل (مَن تَعَظَّم في نفسه واختال في مِشيَتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان).
فِداك أبي وأمي يا رسول الله ما أرفعَ تواضعك وأنت سيد ولد آدم بلا منازع (آكلُ كما يأكل العبد، وأَجْلِس كما يجلس العبد).
وكفى المرءَ شرّاً أن يحتقر ما قُرِّب إليه!
و(الكِبْر: مَن بَطَر الحقَّ وغَمَطَ الناسَ) ، وهو في الحال والمقال، والقلم أخو اللسان؛ فـ(قل الحق ولو على نفسك) ، و(إنْ كان مرّاً) ، و { لا تبخسوا الناس أشياءهم } .
وإياك في تقييمك للأشخاص أو الآراء أن ينطلق لسانك بالثناء إذا ما أُحسِنَ إليك، وإذا ما نُسِيتَ أو تُنوسيت رُحْتَ تتلمسُ المطاعن؛ فتكونَ من أهل { ومنهم من يَلْمِزُك في الصدقات، فإن أُعطوا منها رَضوا، وإن لم يُعْطَوا منها إذا هم يَسْخطون } .
فكن مُنصفاً وإياك ثم إياك أن تكون ممن { إذا اكتالوا على الناس يَسْتَوْفون } .
ومَلأى السنابل تَنحني بتواضع!
ألا رُبَّ مُكْرِمٍ لنفسه وهو لها مُهين، ألا رُبَّ مُهين لنفسه وهو لها مُكرِم!
السُّخرية: ... ... ...
{ لا يَسْخَرْ قومٌ من قوم؛ عسى أن يكونوا خيراً منهم } ، و السخرية تكون بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد تكون بالإشارة والإيماء، فـ(واللهِ! ما أُحِبُّ أني حاكَيْتُ إنساناً وإنّ لي كذا وكذا) ، والمحاكاة بحضوره سخريةٌ، وبغَيبته غِيبةٌ.
وحيثُ إن الشماتة أختُ السخرية! فلا تُظهر الشماتة لأخيك.
المَنّ ... ... ...
مِن الثلاثة الذين (…لا يُكَلِّمُهم الله يوم القيامة، ولا يَنظر إليهم، ولا يُزَكّيهم ولهم عذاب أليم …المَنَّان) ؛ فـ { يا أيها الذين آمنوا لا تُبطلوا صدقاتكم بالمَنِّ والأذى } ولو كنتم مداعبين!
(قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا! قال: إني لا أقول إلا حقاً).
المدح ... ... ...
(إياكم والتمادحَ؛ فإنه الذَّبْح) ؛ فلا تُطْروا غيرَكم بما يقطعُ عُنُقَه، وقل: (أحسَِب فلاناً، واللهُ حَسِيبُه، ولا أُزَكّي على الله أحداً).
وعلام تفرح بمدح الناس وليس مدحهم هو الذي وَهَبَك ما مُدِحْتَ به، وإنما فَضْلُ الله؟ { فبذلك فلْيَفْرحوا } .
- { فلا تُزَكّوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى } .
- { ولولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته ما زَكَا منكم مِن أحد أبداً } .
وردِّدْ هنا [اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون].
العُجْب... ... ...
مِن المُهْلِكات الثلاث: (…هوًى مُتَّبَع، وإعجابُ المرء بنفسه).
كيف ..؟! لأنَّه من أسباب الكبْر: "رياء، حقد، حسد، عُجْب".
و(لو لم تكونوا تُذْنِبون لَخِفتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك! العُجْب) ؛ فلْيكن من دعائك: اللهم، … اجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً.
الاحتقار: ... ... ... واحذر أن تَسْتَبِدَّ برأيك إذا رأيتَ إعجاب كلَّ ذي رأي برأيه؛ فـ"إذا صَدِئ الرأي صَقَلَتْه المَشُورة".
(بِحَسْب امرئٍ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم) ، { وتَحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم } !
فيا خَيبةَ مَن يَحتقر مَن اشترك معه في الأصل.. التراب!
الغضب والحِقد والحِلْم والعفو... ... ...
(لا تغضبْ) … (إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب) ، و(مَن كَظَم غيظاً وهو يَقْدر على أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يُخَيِّره في أيِّ الحور شاء).
فلا تبتئس إن ذُمِمْتَ! وادفع الهَمَّ بالعلم! فاللهُ ـ وهُوَ الله ـ تُكُلِّمَ عنه بِسُوء فقالوا: { يد الله مغلولة } !
والأنبياءُ ـ وهُمُ الأنبياءُ ـ ما سَلِموا من الأذى، فكيف بِكَ أَنْتَ؟
ومهما حاولتَ فستَعجِز عن اعتقال ألسنة الناس، لكنْ يَسَعُك التجاهل، أما ترى أن البحر تعلو فوقه جِيَفٌ وتستقرُّ بأقصى قاعه الدُّرر
وفي السماء نجوم لا عِداد لها وليس يُكْسَف إلا الشمس والقمر
وإنما أَجْرى الأذى على أيديهم كيلا تكون إليهم ساكناً، وانظر قدوتك - صلى الله عليه وسلم - (...ما انتقم رسول - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في شيء قطّ إلا أن تُنتهَكَ حرمةُ الله؛ فيَنْتَقِم بها لله) ، و(ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عِزّاً).
فهل أدركْتَ معنى أن يتَّصف رسولك - صلى الله عليه وسلم - بـ(...يَسبق حِلْمُه جَهْلَه، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حِلْماً) ؟
لكن احذر أن تكْظِم عَجْزاً عن الانتقام؛ فيحتقِنَ غضبُك؛ فيصيرَ حِقداً … وليس المؤمن بحقود؛ فكن كالبحر لا تُكَدِّرُه الدِّلاء، واعف تكرُّماً، وردِّد أبيات "العلاء بن الحَضرمي" - رضي الله عنه -:
فإن دَحَسُوا في الشرِّ فاعفُ تَكَرُّماً وإن كتموا عنك الحديث فلا تَسَلْ
فإن الذي يُؤذيك منه سماعُه وإن الذي قالوا وراءك لم يُقَلْ!
{ وإذا خاطَبَهم الجاهلونَ قالوا: سلاماً } .
{ وإذا مَرُّوا باللغو مَرُّوا كراماً } .
الحَسَد... ... ... ...
(دَبَّ إليكم داءُ الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالِقة) ؛ فإياكم وما أَهْلَكَ عدوَّكم إبليس؛ فإن (الحسد يأكلُ الحسنات كما تأكل النار الحطب) ، و(استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حَقّ).
وما دمتَ لا تحسُد الكافر ذا الملايين فعلام تحسد أخاك في الدين؟!
بل إنك تستشعر قصور فكر الحاسد؛ فإن حَسَدَ على دنيا فإنّ الله شاء ولن يكون إلا ما شاء: { ولا تتمنَّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض } ، وإن كان في أمر أُخروي وكنتَ سعيتَ فلم تبلغْه فلا عليك؛ لأنك أخذتَ الأجر، ولو سبقَك أحدٌ إلى دعوة إنسان لخيرٍ ما، وكنتَ نويتَه فـ(إنما الأعمال بالنيات).
و(لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ)
الظن: ... ... ... ...
(إياكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث،…وكونوا عباد الله إخواناً) ، فلأَن يُخطئ أحدنا في العفو خيرٌ مِن أن يُخطئ في العقوبة.
إذا ساء فِعْل المرء ساءت ظنونه وصَدَّقَ ما يَعْتادُه مِنْ تَوَهُّم
وعادى مُحِبّيه بقول عِداته وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم
التجسس : ... ... ...
(مَن تَسمَّع حديث قومٍ وهم له كارهون صُبَّ في أذنيه الآنُكُ يوم القيامة) ؛ فذروا المسلمين، (…ولا تَتَّبِعوا عوراتِهم؛ فإن من تتبع عورتهم تَتَبَّع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يَفْضَحْه في بيته).
لا تَهْتِكَنّ مِن مساوي الناس ما سَتَروا فيهتِكَ الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا ... ولا تَعِبْ أحداً منهم بما فيكا
-الظلم ... ... ...
(اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) ، (وإن كان قضيباً من أراك) ، و(إن كان كافراً).
ألا فـ(اتقوا دعوة المظلوم... يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي! لأَنْصُرَنَّك ولو بعد حين).
التَّكَلُّف... ... ...
احذر التَكَلُّفَ! وتَجَنَّب الشَّطَطَ في كل شيء، { وابتغِ بين ذلك سبيلاً } ، وتَمَثَّلْ حالاً ومقالاً { وما أنا من المُتَكَلِّفين } ؛ فإن المُنْبَتَّ لا أرضاً قَطَعَ ولا ظَهْرَاً أبقى.
الحياء: ... ... ...
(أُوصيك أن تَسْتَحْيِي من الله عز وجل كما تستحيي رجلاً من صالحي قومك) ؛ فمَن لا يَسْتَحِي من الناس لا يَسْتحي من الله، والحياء من الخالق والمخلوق: أنبياء، ملائكة، صحابة، صالحون، عامّة الخلق.
و(..حقّ الحياء...أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، ولْتَذكر الموت والبِلى، ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا؛ فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياء).
و(إياك وما يُعتذر منه) ؛ لأنه لا يُعتذر من خير، و(إذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت) كما في البخاري، ولا حياءَ في التَفَقُّه في الدين، و(الحياء لا يأتي إلا بخير). أرجو أن تسامحوني إن أطلت عليكم
وأسأل الله تعالى التوفيق لي ولكم والحمد له رب العالمين