[size=29][size=21]عاشقة رجل " ممنوع من الصرف "[/size]
[size=21] غادة السمان[/size]
[size=21]" تلك التي لم تنجب الشام أخت لها .. "[/size]
[size=21] لا يزال التحديق في عينيك [/size]
[size=21] يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية... [/size]
[size=21] ولا يزال اسمك [/size]
[size=21] الاسم الوحيد "الممنوع من الصرف" في حياتي.. [/size]
[size=21] لا تزال في خاطري [/size]
[size=21] نهراً نهراً.. وكهفاً كهفاً.. وجرحاً جرحاً... [/size]
[size=21] وأذكر جيداً رائحة كفك.. [/size]
[size=21] خشب الأبنوس والبهارات العربية الغامضة [/size]
[size=21] تفوح في ليل السفن المبحرة إلى المجهول... [/size]
[size=21] ... لو لم تكن حنجرتي مغارة جليد، [/size]
[size=21] لقلت لك شيئاً عذباً [/size]
[size=21] يشبه كلمة "أحبك".. [/size]
[size=21] ولكن، وسط هذا المساء المشلول.. [/size]
[size=21] تحت أحابيل الضوء الشتائية الغاربة.. [/size]
[size=21] لم أعد أكثر من جسد ممدد في براد الغربة، [/size]
[size=21] لم يتعرف أحد على جثته [/size]
[size=21] المشخونة "ترانزيت" من دفء بيروت الغابر.. [/size]
[size=21] إلى مشرحة اللامبالاة في حانة الحاضر.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] لأنني أولد مرة، وأموت مرات... [/size]
[size=21] لأنك دخول الضوء في الأشجار [/size]
[size=21] والحبر في عروقي، وبهاء لبنان في مرايا ذاكرتي.. [/size]
[size=21] أضبط نفسي متلبسة بالشوق.. [/size]
[size=21] متسولة على أبواب المجاعة إليك.. [/size]
[size=21] أهيم على وجهك، مثقلة بأشواكي [/size]
[size=21] مثل نبتة صبار صغيرة ووحيدة.. [/size]
[size=21] وأعرف أنني سأظل أفتقدك في ولائم الفراق.. [/size]
[size=21] (هل ينبغي حقاً أن أنساك [/size]
[size=21] كلما سكبت بيروت اسمنتها المسلح في حنجرتي؟) [/size]
[size=21] وأعرف جيداً طريق العاصفة إلى منارتك [/size]
[size=21] وأحزان أنهار ضلّت الدرب إلى مصبّاتها.. [/size]
[size=21] لا تتهمني بالنسيان، ولا تطعنني "ببرج إيفل".. [/size]
[size=21] ولا تصلبني على عقارب ساعة "بيغ بن".. [/size]
[size=21] ولا تحنط رأسي وتعلّقه أعلى "قوس النصر".. [/size]
[size=21] لم يكن بوسعي أن أزرع الياسمين الدمشقي، [/size]
[size=21] فوق جدران "سوهو" و "الحي اللاتيني".. [/size]
[size=21] ولا اقتلاع "برج بيزا" لغرس نخيلي مكانه.. [/size]
[size=21] لكنني احتفظت لك دوماً بحقل سرّي [/size]
[size=21] في دهاليزي.. وأشعلته بحمرة شقائق النعمان اللامنسية [/size]
[size=21] المتأججة على جبين البراري السورية.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] آه سأظل أتذكر تلك القبلات [/size]
[size=21] التي تتبادلها يدي ويدك خلسة.. [/size]
[size=21] حين أصافحك وداعاً، [/size]
[size=21] في سهرات الياقات المنشاة.. [/size]
[size=21] وولائم أقنعة الدانتيل فوق أسنان أسماك القرش.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] ... أحمل حبنا إلى محنّط الطيور [/size]
[size=21] وأرجوه أن يصنع لنا شيئاً.. [/size]
[size=21] تفوح رائحة عقاقيره، يستل مشرطه [/size]
[size=21] وهو يتناول مني عصفورنا النادر [/size]
[size=21] ثم ينطلق هارباً صارخاً: ولكنه مازال حياً... [/size]
[size=21] ... أرافق حبنا إلى الحانة.. [/size]
[size=21] فيطرده النادل ضاحكاً: طائرك ولد ثملاً... [/size]
[size=21] ... أمضي بحبنا إلى "مقهى المطر" [/size]
[size=21] وأغني له كي ينام، فيحدّق ساخراً.. [/size]
[size=21] وعلى أهدابه ألمح اسمك [/size]
[size=21] معلّقاً كدمعة تواكبها ابتسامة شيطانية.. [/size]
[size=21] أدس له المخدر في قهوته، [/size]
[size=21] فيرتشفها لا مبالياً ممتطياً صهوة الذكريات.. [/size]
[size=21] ويقصّني صوت فيروز الجارح منشداً.. [/size]
[size=21] (بعدك على بالي...)... [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] لماذا أخط إليك الآن جنوني [/size]
[size=21] في "لحظة حب نزقة كزفرة تنهد؟ [/size]
[size=21] لأنني الليلة، داهمت منضدة مكتبي [/size]
[size=21] فوجدت أحد أقلامي جثة هامدة [/size]
[size=21] وقد مات منتحراً.. [/size]
[size=21] بعدما شرب السم بدل الحبر.. [/size]
[size=21] وكنت قد كتبت به صباحاً [/size]
[size=21] رسالة وداع إليك!.. [/size]
_______ [size=21] غادة السمان[/size]
[size=21]" تلك التي لم تنجب الشام أخت لها .. "[/size]
[size=21] لا يزال التحديق في عينيك [/size]
[size=21] يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية... [/size]
[size=21] ولا يزال اسمك [/size]
[size=21] الاسم الوحيد "الممنوع من الصرف" في حياتي.. [/size]
[size=21] لا تزال في خاطري [/size]
[size=21] نهراً نهراً.. وكهفاً كهفاً.. وجرحاً جرحاً... [/size]
[size=21] وأذكر جيداً رائحة كفك.. [/size]
[size=21] خشب الأبنوس والبهارات العربية الغامضة [/size]
[size=21] تفوح في ليل السفن المبحرة إلى المجهول... [/size]
[size=21] ... لو لم تكن حنجرتي مغارة جليد، [/size]
[size=21] لقلت لك شيئاً عذباً [/size]
[size=21] يشبه كلمة "أحبك".. [/size]
[size=21] ولكن، وسط هذا المساء المشلول.. [/size]
[size=21] تحت أحابيل الضوء الشتائية الغاربة.. [/size]
[size=21] لم أعد أكثر من جسد ممدد في براد الغربة، [/size]
[size=21] لم يتعرف أحد على جثته [/size]
[size=21] المشخونة "ترانزيت" من دفء بيروت الغابر.. [/size]
[size=21] إلى مشرحة اللامبالاة في حانة الحاضر.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] لأنني أولد مرة، وأموت مرات... [/size]
[size=21] لأنك دخول الضوء في الأشجار [/size]
[size=21] والحبر في عروقي، وبهاء لبنان في مرايا ذاكرتي.. [/size]
[size=21] أضبط نفسي متلبسة بالشوق.. [/size]
[size=21] متسولة على أبواب المجاعة إليك.. [/size]
[size=21] أهيم على وجهك، مثقلة بأشواكي [/size]
[size=21] مثل نبتة صبار صغيرة ووحيدة.. [/size]
[size=21] وأعرف أنني سأظل أفتقدك في ولائم الفراق.. [/size]
[size=21] (هل ينبغي حقاً أن أنساك [/size]
[size=21] كلما سكبت بيروت اسمنتها المسلح في حنجرتي؟) [/size]
[size=21] وأعرف جيداً طريق العاصفة إلى منارتك [/size]
[size=21] وأحزان أنهار ضلّت الدرب إلى مصبّاتها.. [/size]
[size=21] لا تتهمني بالنسيان، ولا تطعنني "ببرج إيفل".. [/size]
[size=21] ولا تصلبني على عقارب ساعة "بيغ بن".. [/size]
[size=21] ولا تحنط رأسي وتعلّقه أعلى "قوس النصر".. [/size]
[size=21] لم يكن بوسعي أن أزرع الياسمين الدمشقي، [/size]
[size=21] فوق جدران "سوهو" و "الحي اللاتيني".. [/size]
[size=21] ولا اقتلاع "برج بيزا" لغرس نخيلي مكانه.. [/size]
[size=21] لكنني احتفظت لك دوماً بحقل سرّي [/size]
[size=21] في دهاليزي.. وأشعلته بحمرة شقائق النعمان اللامنسية [/size]
[size=21] المتأججة على جبين البراري السورية.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] آه سأظل أتذكر تلك القبلات [/size]
[size=21] التي تتبادلها يدي ويدك خلسة.. [/size]
[size=21] حين أصافحك وداعاً، [/size]
[size=21] في سهرات الياقات المنشاة.. [/size]
[size=21] وولائم أقنعة الدانتيل فوق أسنان أسماك القرش.. [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] ... أحمل حبنا إلى محنّط الطيور [/size]
[size=21] وأرجوه أن يصنع لنا شيئاً.. [/size]
[size=21] تفوح رائحة عقاقيره، يستل مشرطه [/size]
[size=21] وهو يتناول مني عصفورنا النادر [/size]
[size=21] ثم ينطلق هارباً صارخاً: ولكنه مازال حياً... [/size]
[size=21] ... أرافق حبنا إلى الحانة.. [/size]
[size=21] فيطرده النادل ضاحكاً: طائرك ولد ثملاً... [/size]
[size=21] ... أمضي بحبنا إلى "مقهى المطر" [/size]
[size=21] وأغني له كي ينام، فيحدّق ساخراً.. [/size]
[size=21] وعلى أهدابه ألمح اسمك [/size]
[size=21] معلّقاً كدمعة تواكبها ابتسامة شيطانية.. [/size]
[size=21] أدس له المخدر في قهوته، [/size]
[size=21] فيرتشفها لا مبالياً ممتطياً صهوة الذكريات.. [/size]
[size=21] ويقصّني صوت فيروز الجارح منشداً.. [/size]
[size=21] (بعدك على بالي...)... [/size]
[size=21] *** [/size]
[size=21] لماذا أخط إليك الآن جنوني [/size]
[size=21] في "لحظة حب نزقة كزفرة تنهد؟ [/size]
[size=21] لأنني الليلة، داهمت منضدة مكتبي [/size]
[size=21] فوجدت أحد أقلامي جثة هامدة [/size]
[size=21] وقد مات منتحراً.. [/size]
[size=21] بعدما شرب السم بدل الحبر.. [/size]
[size=21] وكنت قد كتبت به صباحاً [/size]
[size=21] رسالة وداع إليك!.. [/size]
17-2-1989[/size]