المعطفُ
ـ روى لي صديقي (أنورُ) حكايةً قصيرةً غريبةً فقالَ: حينما أخذتُ سترةً
شتويةً من الخزانةِ، نظرَ إليَّ معطفي الرماديُّ مبتسماً، فمسحْتُ على
ردنهِ بحنانٍِ ومشيتُ.
ـ في المرةِ الثانيةِ ارتديتُ بدلةً شتويةً أخرى، فهزّ المعطفُ رأسَهُ
مبتسماً ولم يتكلّمْ. ولكن في المرّة ِ الثالثةِ، حينما فتحتُ الخزانةَ
ومددتُ يدي إلى السندةِ، نظرَ المعطفُ إليَّ نظرةَ عتابٍ وقالَ: ألم يحنْ
دوري بعدُ؟!.
ـ آسف يا معطفي العزيز فالبردُ مازالَ متأخراً، وأنا أدّخرتُكَ لأيامِ الشتاءِ القارسةِ..
أطلقَ المعطفُ آهتَهُ ثم قالَ: وإذا لم يأتِ البردُ، هل سأبقى هكذا معلّقاً مثل فزّاعةٍ بائسةٍ؟
أرجوكَ يا صديقي أن تَضعني على كتفيكَ ولو مرّةً واحدةً فإن البدلات الشتويةَ أخذتْ تنظر إليَّ بإشفاقٍ؟؟
ـ طيّبٌ يا معطفي، وسحبتُه ووضعتُه على ساعدي، ووقفتُ أمامَ النافذةِ
مطِلاً على الحديقةِ. في تلك اللحظةِ سمعت صفيرَ الريح بين الأشجارِ
والأغصانِ تهتزُّ بعنفٍ!
آه.. يبدو أن الجو انقلبَ فجأةً، فهمستُ في أذنِ معطفي: بشرى سارةٌ يا
معطفي، الآن جاء دورُكَ، ألم تسمعْ صفيرَ الريحِ وتلاطمَ الأغصانِ.
قالَ مازحاً: في الوقتِ المناسبِ... يا إلهي!!
وارتديتهُ.. ومشيتُ بضعَ خطوات في الغرفةِ..
فرحَ معطفي، أطلق ضحكةً صغيرةً وقالَ: لا تنسَ قبَّعتك الرماديةَ فهي صديقتُنا أيامُ البردِ القارسِ أيضاً..
أوهُ يا معطفي، في أيامِ البردِ الأصدقاءُ أمثالُك..
شعرتُ بالدفءِ يسري في جسمي كلّهِ..
قلتُ لمعطفي مازحاً أمامَ معطفي يرتعشُ البردُ ويهربُ..
انتشى المعطفُ فرحاً وقالَ: أجلْ، أنا درعُكَ أمام البردِ يا صديقي، هيّا لو تسمحُ نتجوّلُ في الحديقةِ..
قلتُ في نفسي وأنا أتمشّى: إنّ معطفي يفرحُ وهو يقومُ بواجبِهِ..
ـ روى لي صديقي (أنورُ) حكايةً قصيرةً غريبةً فقالَ: حينما أخذتُ سترةً
شتويةً من الخزانةِ، نظرَ إليَّ معطفي الرماديُّ مبتسماً، فمسحْتُ على
ردنهِ بحنانٍِ ومشيتُ.
ـ في المرةِ الثانيةِ ارتديتُ بدلةً شتويةً أخرى، فهزّ المعطفُ رأسَهُ
مبتسماً ولم يتكلّمْ. ولكن في المرّة ِ الثالثةِ، حينما فتحتُ الخزانةَ
ومددتُ يدي إلى السندةِ، نظرَ المعطفُ إليَّ نظرةَ عتابٍ وقالَ: ألم يحنْ
دوري بعدُ؟!.
ـ آسف يا معطفي العزيز فالبردُ مازالَ متأخراً، وأنا أدّخرتُكَ لأيامِ الشتاءِ القارسةِ..
أطلقَ المعطفُ آهتَهُ ثم قالَ: وإذا لم يأتِ البردُ، هل سأبقى هكذا معلّقاً مثل فزّاعةٍ بائسةٍ؟
أرجوكَ يا صديقي أن تَضعني على كتفيكَ ولو مرّةً واحدةً فإن البدلات الشتويةَ أخذتْ تنظر إليَّ بإشفاقٍ؟؟
ـ طيّبٌ يا معطفي، وسحبتُه ووضعتُه على ساعدي، ووقفتُ أمامَ النافذةِ
مطِلاً على الحديقةِ. في تلك اللحظةِ سمعت صفيرَ الريح بين الأشجارِ
والأغصانِ تهتزُّ بعنفٍ!
آه.. يبدو أن الجو انقلبَ فجأةً، فهمستُ في أذنِ معطفي: بشرى سارةٌ يا
معطفي، الآن جاء دورُكَ، ألم تسمعْ صفيرَ الريحِ وتلاطمَ الأغصانِ.
قالَ مازحاً: في الوقتِ المناسبِ... يا إلهي!!
وارتديتهُ.. ومشيتُ بضعَ خطوات في الغرفةِ..
فرحَ معطفي، أطلق ضحكةً صغيرةً وقالَ: لا تنسَ قبَّعتك الرماديةَ فهي صديقتُنا أيامُ البردِ القارسِ أيضاً..
أوهُ يا معطفي، في أيامِ البردِ الأصدقاءُ أمثالُك..
شعرتُ بالدفءِ يسري في جسمي كلّهِ..
قلتُ لمعطفي مازحاً أمامَ معطفي يرتعشُ البردُ ويهربُ..
انتشى المعطفُ فرحاً وقالَ: أجلْ، أنا درعُكَ أمام البردِ يا صديقي، هيّا لو تسمحُ نتجوّلُ في الحديقةِ..
قلتُ في نفسي وأنا أتمشّى: إنّ معطفي يفرحُ وهو يقومُ بواجبِهِ..