أرأيت الذي يأتي الفواحش ويطلق العنان لشهواته في بنات الناس وأولادهم ونسائهم يكون في معزل ومأمن من عقوبة الله تعالى له من جنس عمله ؛ فيرتد فعله على أهله وولده ؟ وهو بالطبع آخِرُ من يعلم ثم يصير حديث الناس والمجالس وهو لا يعلم وقد خرب بيته وتنجست أركانه وهو لا يعلم .
فليحافظ المتهور الذي لا يبالي بالعواقب على عرضه وبيته أن يكون نهبة لكل لاهث وهو لا يدري ، وصدق الإمام الشافعي - رحمه الله - حين قال :
وهذه قصة حدثت حول هذا المعنى وهي قصة الرجل الساقي مع امرأة الصائغ :
" حكي أن رَجُلا سَقَّاء بمدينة بخارَى كان يحمل الماء إلى دار صائغ مدة ثلاثين سنة ، وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة في نهاية الحسن والبهاء ، فجاء السقاء يوما على عادته وأخذ بيدها وعرّها - أي مسها بشهوة - فلما جاء زوجها من السوق قال : ما فعلت اليوم خلاف رضا الله تعالى ؟ فقال : ما صنعت شيئا ، فأَلَحَّت عليه ، فقال : جاءت امرأة إلى دكاني وكان عندي سوار فوضعته في ساعدها فأعجبني بياضها فعصرتها ، فقالت : الله أكبر هذه حكمة خيانة السقَّاء اليوم ، فقال الصائغ : أيتها المرأة إني تبت فاجعليني في حل فلما كان الغد جاء السقاء وقال يا صاحبة المنزل اجعليني في حل فإن الشيطان قد أضلَّني ، فقالت امْضِ فإن الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي في الدكان ، فإنه لما غيَّر حاله مع الله بمس الأجنبية غيَّر الله حاله معه بمس الأجنبي زوجته " .
وقصة أخرى : فلما قيل لبعض الملوك إن الزنى يؤخذ بمثله من ذرية الزاني فأراد تجربته بابنة له وكانت في غاية الحسن فأنزلها مع امرأة وأمرها ألا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء شاء ، وأمرها بكشف وجهها ، فطافت بها في الأسواق فما مرت على أحد إلا وأطرق حياء وخجلا منها ، فلما طافت بها المدينة كلها ولم يمد أحد نظره إليها رجعت إلى دار الملك ، فلما أرادت الدخول أمسكها إنسان وقبلها ثم ذهب عنها ، فأدخلتها المرأة على الملك وذكرت له القصة فسجد شاكرا وقال : الحمد لله تعالى ، ما وقع مني في عمري قط إلا قبلة لأجنبية وقد قوصصت بها الآن ، أي وقع القصاص به في ابنته .
والقصة وإن كانت ليست محلا للقدوة - فلو سأل ربه العافية لكان أوسع له - لكنها يؤخذ منها عبرة ، فهل يُصدِّق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة ؟ ! ! ويزداد الأمر قبحًا وفحشًا إذا استمر الزاني في زناه مع كبر سنه وشيب شعره واقترابه من القبر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم ، شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر فمن يزكيهم وينظر إليهم بعين الرحمة إذا لم يفعل الله ذلك ؟ ! !
أيها الزاني : هل تعلم لماذا أنت منغمس في الزنا مكثر منه ؟
إنه بسبب موت الغيرة عندك على نسائك فلا تبالي بهن ، وأنت قد استغنيت بالأجنبية الحرام عن امرأتك الحلال ، فأصبحت ترى امرأتك تتزين ولا حاجة لك بها ، ولا تشعر بالإقبال عليها كما تقبل على غيرها ، فصارت تتزين هذه المرة ولكن ليس لك ، وتخرج من بيتك ليلا ونهارا وتركب مع أي سائق وتذهب إلى حيث لا تعلم أنت ، وتدخل على أي خياط وأي طبيب بدعوى العلاج ، فهي ترى رجالا أجمل منك وأقوى منك وأحلى كلاما منك ، فهذا يحادثها وذاك يسامرها وآخر يغازلها وكثيرا ما تمتد إليها الأيدي الخائنة ، وهي ليست حجرا وإنما هي تشتهي من الرجال غيرك مثلما اشتهيته أنت من النساء غيرها ، فهل سترد الدَّيْن أيها الزاني ؟ !
أيها الزاني ببنات الناس ونسائهم أفتحبه لأمك ؟ أفتحبه لابنتك ؟
أفتحبه لأختك ؟ أفتحبه لعمتك ؟ أفتحبه لخالتك ؟ طبعا لا ! !
فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم .
فإذا كنت لا تحبه لقرابتك فَلِمَ رضيت أن يُزْنَى بقرابتك بزناك قَرَابة الناس ؟
فليحافظ المتهور الذي لا يبالي بالعواقب على عرضه وبيته أن يكون نهبة لكل لاهث وهو لا يدري ، وصدق الإمام الشافعي - رحمه الله - حين قال :
<table width="100%" align=center bgColor=#eef5ff border=0><tr width="100%"><td style="TEXT-JUSTIFY: distribute-all-lines; TEXT-ALIGN: center" width="50%">عِفُّوا تَعفُّ نِسَاؤُكْمْ في المحْرَمِ إِنَّ الزِّنَـــا دَيْـــنٌ فَـــإِنْ أَقْرَضْتَـــهُ مَــنْ يَــزْنِ يُـزْنَ بـه وَلَـوْ بِجِـدَارِهِ </TD> <td style="TEXT-JUSTIFY: distribute-all-lines; TEXT-ALIGN: center" width="50%">وَتَجَــنَّبُوا مَــا لا يَلِيــقُ بمُسْـلمِ كَـانَ الْوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ إِنْ كُــنْتَ يَــا هَــذَا لَبِيبًـا فَـافْهَمِ </TD></TR></TABLE> |
وهذه قصة حدثت حول هذا المعنى وهي قصة الرجل الساقي مع امرأة الصائغ :
" حكي أن رَجُلا سَقَّاء بمدينة بخارَى كان يحمل الماء إلى دار صائغ مدة ثلاثين سنة ، وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة في نهاية الحسن والبهاء ، فجاء السقاء يوما على عادته وأخذ بيدها وعرّها - أي مسها بشهوة - فلما جاء زوجها من السوق قال : ما فعلت اليوم خلاف رضا الله تعالى ؟ فقال : ما صنعت شيئا ، فأَلَحَّت عليه ، فقال : جاءت امرأة إلى دكاني وكان عندي سوار فوضعته في ساعدها فأعجبني بياضها فعصرتها ، فقالت : الله أكبر هذه حكمة خيانة السقَّاء اليوم ، فقال الصائغ : أيتها المرأة إني تبت فاجعليني في حل فلما كان الغد جاء السقاء وقال يا صاحبة المنزل اجعليني في حل فإن الشيطان قد أضلَّني ، فقالت امْضِ فإن الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي في الدكان ، فإنه لما غيَّر حاله مع الله بمس الأجنبية غيَّر الله حاله معه بمس الأجنبي زوجته " .
وقصة أخرى : فلما قيل لبعض الملوك إن الزنى يؤخذ بمثله من ذرية الزاني فأراد تجربته بابنة له وكانت في غاية الحسن فأنزلها مع امرأة وأمرها ألا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء شاء ، وأمرها بكشف وجهها ، فطافت بها في الأسواق فما مرت على أحد إلا وأطرق حياء وخجلا منها ، فلما طافت بها المدينة كلها ولم يمد أحد نظره إليها رجعت إلى دار الملك ، فلما أرادت الدخول أمسكها إنسان وقبلها ثم ذهب عنها ، فأدخلتها المرأة على الملك وذكرت له القصة فسجد شاكرا وقال : الحمد لله تعالى ، ما وقع مني في عمري قط إلا قبلة لأجنبية وقد قوصصت بها الآن ، أي وقع القصاص به في ابنته .
والقصة وإن كانت ليست محلا للقدوة - فلو سأل ربه العافية لكان أوسع له - لكنها يؤخذ منها عبرة ، فهل يُصدِّق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة ؟ ! ! ويزداد الأمر قبحًا وفحشًا إذا استمر الزاني في زناه مع كبر سنه وشيب شعره واقترابه من القبر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم ، شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر فمن يزكيهم وينظر إليهم بعين الرحمة إذا لم يفعل الله ذلك ؟ ! !
أيها الزاني : هل تعلم لماذا أنت منغمس في الزنا مكثر منه ؟
إنه بسبب موت الغيرة عندك على نسائك فلا تبالي بهن ، وأنت قد استغنيت بالأجنبية الحرام عن امرأتك الحلال ، فأصبحت ترى امرأتك تتزين ولا حاجة لك بها ، ولا تشعر بالإقبال عليها كما تقبل على غيرها ، فصارت تتزين هذه المرة ولكن ليس لك ، وتخرج من بيتك ليلا ونهارا وتركب مع أي سائق وتذهب إلى حيث لا تعلم أنت ، وتدخل على أي خياط وأي طبيب بدعوى العلاج ، فهي ترى رجالا أجمل منك وأقوى منك وأحلى كلاما منك ، فهذا يحادثها وذاك يسامرها وآخر يغازلها وكثيرا ما تمتد إليها الأيدي الخائنة ، وهي ليست حجرا وإنما هي تشتهي من الرجال غيرك مثلما اشتهيته أنت من النساء غيرها ، فهل سترد الدَّيْن أيها الزاني ؟ !
أيها الزاني ببنات الناس ونسائهم أفتحبه لأمك ؟ أفتحبه لابنتك ؟
أفتحبه لأختك ؟ أفتحبه لعمتك ؟ أفتحبه لخالتك ؟ طبعا لا ! !
فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم .
فإذا كنت لا تحبه لقرابتك فَلِمَ رضيت أن يُزْنَى بقرابتك بزناك قَرَابة الناس ؟
<table width="100%" align=center bgColor=#eef5ff border=0><tr width="100%"><td style="TEXT-JUSTIFY: distribute-all-lines; TEXT-ALIGN: center" width="50%">إِنَّ الزِّنَـــا دَيْـــنٌ فَـــإِنْ أَقْرَضْتَــهُ </TD> <td style="TEXT-JUSTIFY: distribute-all-lines; TEXT-ALIGN: center" width="50%">كَانَ الْوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ </TD></TR></TABLE> |